الجمعة، 8 نوفمبر 2013

أشَابِينُ الضَيَاعْ






بَعدَمَا كَانَ يَجُرُّ خَرائِبَ ضَمَائِرِهمْ السَودَاءِ علىَ كَتِفِهِ
وهُوَ يَمتقِعُ رَائِحَةَ نوايَاهُمُ النَتِنَة ويَصمُتْ
والسَمَاءُ مِنْ فَوقِهِ تَبكِيْ
والأرضُ مِنْ تَحتهِ تشكِيْ
وأصَابِعُ الحَقيقَةِ السَودَاءِ تَسأبُ موقِفَهُ الرَعرَاعْ
وأكفانُهُ بِالغَيبِ تَزِيدُ اتِسَاع !
وصَلاَدِمُ الفنَاءِ تنسَغُ أحشَاءَهُ الخَرسَاء وهُوَ لاَ يَدرِيْ
وغَيَاضُ جُبنِهِ تَحجُبُ عَنهُ نُورَ الشَمسْ
وتَنمُوُ علىَ شَفتيِهِ كَشَامَةٍ سَودَاءِ
تستَحِيلُ فِيْ وسطِهَا كُلَّ حَكَايَا الأمسْ
حَتَّى تَجعّدتْ الأيَّامْ بحُموضَةِ أنفاسِهِم
فَحَمَلتْ النُبوءَةُ الشَمسَ فِيْ أكمامِهَا ورَحَلتْ
وفوّضتْ إلىَ ضَبَابْ الغَدِ أنْ يُزَلزِلَ توقِيتَهُ
ويَهشّمَ بُوقَ غفلَتِه ويطمِسَ طُرُقاتهُ النِصفْ مُضِيئَة
ويسأبَ روحَهُ النِصفْ حَيَّة ويجِلِدَهُ بِقطَراتِ النَدَمِ البَارِدَة
حَتَّى تَفوحَ مِنهُ رَائِحَةُ الفَنَاء فَتُشيَّعهُ أمواجُ البَحرِ إلىَ المَجهُولْ
وقَدْ علِقَتْ بِهَا رَائِحَةِ الكُحولْ فَتُعدِيْ قُلوبَاً تقتَاتُ صَغائِرَ الذُنوبْ
ويَظَلُّ التَارِيخُ يُعِيدُ نَفسَهُ وأصَابِعُ الشَرّ تَزِيدُ استِطَالَةً وتَشَابُكاً !!

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

تَحَدّثُوا فَكُلَّيْ آذَانٌ صَاغِيَة