الجمعة، 12 يوليو 2013

زَمهَريرُ الهَجْر



حِينَمَا أرسَلتَ تَعازِي هَجرك مَع سَاعِي البَرِيد القَدر
كُنتُ قَدْ بَدأتُ فِي نَسجِ خُيوطِ الأحلاَم بِصَفاءِ الغَيم وبَهَاء الشَمسْ !
أرسَلتَ تَعازِيكَ البَارِدَة دُونَ أنْ أتهيّأ لأتنفّسَ الظلاَمْ فِي غيابِ القَمر !
دونَ أنْ ألُفَّ قلبِي بِورَقِ التُوتِ كَي لاَ يُصَابَ بِعدَوى الحُزنْ !
دونَ أنْ أحمِلَ قلبِي فِي حَقيبَةِ يَدِي عِندَما أخرُجُ إلىَ الطَرِيقِ حَافِيَةَ القَدَمَيْنِ
دونَ أنْ أتنَاوَلَ صَباحاً كَأسَاً مِنَ الإبتِسَامَةِ الصَفراءَ وأأكُلَ رَغِيفاً مِنَ النِسيَانْ !!
دُونَ أنْ أخفِضَ حَرارَةَ قلبِي إلىَ سَبعَةٍ وَثلاثِينَ وَجَعاً فَقَط !!
أرَسلَتَ تَعازِيكَ التِي كَانَتْ كالصّبَار أبتَلِعُهُ كُلَّ حِينْ
وكالمِلحِ أكتَحِلُ بِهِ عِندَ كُلِّ أنِينْ
نَدبَةُ رَحِيلِكَ لاَ تَزالُ غائِرَةً فِي قَلبِي وتتّسِعُ مَعَ كُلِّ إطلاَلَةِ ذِكَرَى
أرواحُ ذِكريَاتِكَ الشرّيرَةِ تَقِفُ كُلَّ ليلَةٍ علىَ حافّةِ نافِذَتِي
لِتلتَهِمَ راحَتِي حِينَمَا أرتَمِي بِجَسَدِي علىَ سَرِيرِ النِسيَانْ
لِتَتورّمَ بهَا عينَيَّ وَتغزُوَها خُطوطَ الحَنينِ الحَمراء !!
يَا تُرَى ..؟؟
أتسمَعُ فَرقَعَة تَعازِيكَ التِي لَم تَنفَعْ مَعَها تَعاوِيذُ الرَجَاء في جُمجُمَتِي ..؟؟
أو تَلمَحُ شَظَايَا قلبِي المُبعثَرَةِ فِي زَوَايَاكَ المُعتِمَة ..؟؟
كُلُّ أشيَائِي تَلهَثُ لِقَطرَةِ إجابَةٍ مِن مَنفَى القَدرَ !

لاَ فَرَحٌ وَلَّى بِالفِطرَة ولاَ تَرَحٌ أتَى بِالفِطرَة



تَلُوكُنِي طَاحُونَةُ الَقدَر وتُبَعثِرُنِي أشتَاتاً فِي روُزناَمَةِ الحَيَاة !
حَتّى تَمرّغَتْ كَفّيَ بِدِمَاءِ التَعاسَةِ والإنكِسَار !
وحُكِمَ عَليَّ بِالصَمتِ الأبَدِي
وفِي رَحِمِ الوَاقِع لَفَظَتْ أحلاَمِي آخِرَ أنفَاسَهَا
وجَثّتْ علَى قَلبِي الهُمومَ بِثقلِهَا
ولاَ زِلتُ أعتَكِزُ علىَ مِنسَأةِ الكِبريَاء
وأرتَدِي مِعطَفَ الصِدقْ الذِي بَاتتْ نُتواءاتِ الظُلمِ تُنصَبُ علَيهِ
فِي زَمَنٍ أعوَر لَمْ يُقِفْ عَجَلَتَهُ عَنْ المَسِير رأفَةً بِالكَسِير
حَتّى بَدَتْ الأرواحُ تتَساقَطُ فِي هَاوِيَةٍ لاَ قَرارَ لَهَا ولَمْ تُقبّلْ ثَغر السَعادَةِ قَط !
وبَدتْ أوراقُ الأمَل تَذبُلْ فِي انتِظَارِ شَمسٍ حَقيقَةٍ مُكسِفَةٍ قَابِعَةٍ فيْ خُدرِهَا !
وأنَا ..؟؟
لاَ زِلتُ أحفُرُ خُطوطَ الغَدِ علىَ جُدرانِ ذاكِرَةٍ مُتهالِكَة !
وأرسُمُ حُروفَ التَارِيخْ علَى نَاصِيَةِ السَمَاءْ
والظُلم لاَ يَزالُ يَعتَلِيْ عَرشَ الحَيَاة ويَضحَكُ مِلأَ شدقَيه رآفِعاً رايَتَهُ عالِيَةً خَفّاقَة !
وعواصِفُ القَدَر لاَ تَكُفُّ زَمجَرَةً فِي أحشَائِي الخَاويِة !
فَلا فَرَحٌ ولّى بالفِطرَة ولاَ تَرحٌ أتَى بالفِطرَة !!

الخميس، 4 يوليو 2013

لَحَظَاتْ مَا قَبلَ النَومْ



لَحَظَاتْ مَا قَبْلَ النَومْ
أشعِلُ أصَابِعي لِأكمِلَ أحادِيثَ نومِي الخَرسَاء مَع الوِسادَة
و ألبّي رَغبَة المَنادِيل السائِلَة عنْ الدُموعْ ..!!
أسمَعُ صَوتَ الذِئابْ حِينَ أُقفِلُ الدِروازَة
وأُنصِتُ لِصوتِ الرِياحْ وهِيَ تُمشّطُ الزُقاقْ !
لَففتُ قَلبِي بِوَرقَةٍ مِنَ التُوتِ اَلبَرّيْ ،، لِئلاّ يُصَابْ بِعدوَى الخَوفْ
التِي تتسلّلْ مِن تَحتِ الدِروازةِ مُشمَّرَةَ عنْ سَاعِدَيها لتحتَضِنْ سَريرِي كأُمٍ رَؤوم !
أطرافِي بارِدَة تَحتَ اللُحافْ
والقَلبُ أوشَكَ أنْ يَخافْ
والقَمرُ قَرّرَ أنْ يَختَفِي ويَلتَحِفَ الغُيومْ !
والنُجومْ أنهَتْ مُسَامَرتُهَا للمَهمومْ !
وأظَلُّ وَحِيدَة لا يُوجَدُ حَولِي سِوَى دِروازَة وذئِبٌ يقِفُ عليهَا
كالمُرتَزِقَة ليَقفِزَ إلىَ عرَبَةِ الأحلاَم حِينما تتّجِهُ لِزِيارَتِي
وَيُكمِلَ عِواءَهُ البَائِسْ فِي الواقِع والأحلام !
وَمرّتْ الأعوامْ
والذِئبُ يَقِفُ علىَ عَتبَةِ الدِروازَة
حِينمَا أُغلِقُهَا لأنَام !!

هَمسَاتْ الغُروبْ




موسِيقَى الغُروبْ تَهمِسُ بِها الشَمسُ فِي أُذُن الغِيابْ
تَندَلِقُ علىَ القُلوبْ كَحبّاتْ الكَرَزِ الحمَراء علىَ شِفاةِ طِفلْ !
تُعِيدُ لذاكِرتِي عَبَقَ المَاضِي ،، وتُحرّكُ فِي أعماقِي حَشرَجَة حنِينْ
وبحّةَ بُكَاءْ ..!!
تَقُودُ قَلبِيَ الأعمَى إلىَ بَساتِينْ اللَيمونْ حَيثُ الطُهرِ والسُكونْ
مُخبّئَةً فِي جَيبِه ورَقَة خَريِفٍ مُصفرّة وحَفنَةً مِن زَمهَرِيرِ الفَقدْ
تَقودُهُ حَتّى تَرمِي بِهِ فِي وآدٍ سَحِيقْ لاَ يستَطِيع الخَلاصَ مِنه
تتَقوّسُ بِهَا عيّنَي ،، وتضطَرِبُ لَهَا مَشَاعِريْ
يُشتّتُنِي ما بَينَ الشَوقِ والحُرقْ !
تِلكَ المُوسِيقَى أيقَضَتْ جُروحاً كادَتْ تَندَمِل ملأَ تَفاصِيلِها صَوتٌ مَبحوحْ
يَئِنُّ بِوَجَع ،، ولاَ يَقوىَ غَياهِبَ الصَمتِ القَاتِل !

شَبَحْ الرَحِيلْ




تتوعّكُ ذاكِرَتِي حيِنمَا تَهمِيْ عليهَا سَحَابُ الوَدَاعْ
فأتذكّرُ رائِحَةَ القِطاراتْ ،، وحقائِبَ الَرِحيِلِ المُكتضّةِ بِالذِكرياتْ
وصَوتْ المقَاعِدْ المَسحُوبَة ، وبَقَايَا أصَابِعْ تُلوّحُ بِالوَدَاعْ
وبَريِقَ الفُراقِ يَحتَظِنُ الجُفونْ ، وَرائِحَة التَشرّدِ تَفُوحُ مِنْ أفواهِهمْ !
ظُهورِهم المُقوّسَة ، ومعاطِفِهم السَودَاءِ التِي تُوارِيْ سَوءَةَ حُزنِهِم المَفضَوح !
وَ ذَاكَ النِسيَانْ الذِيْ يَتدّلّى مِنْ رموشِهمْ !
يُثِيرُ رَغبَتِي فِي الهُروبِ لأميَالٍ تترامى بينَنَا
::
ذلِكَ الوَدَاعْ لَمْ يَكُنْ سِوَى سَفِينَة عادَتْ لِتستَرِدَّ زُمرّدَةِ اللحَظَاتِ الجمَيلَةِ التِي
سَرقُوهَا خِلسَةً مِنْ مرفَأ الزَمنْ !
فيَرحَلونْ ويَقطَعونَ الكُثبانَ والوِديَانْ وكُلِّ مِنهُم يَكتَنزُ فِي صَدرِهِ رَبيعاً صَغِيراً
ويَدُسُّ فِي جَيبِةِ بينَ منادِيلِهِ السَودَاء ونَزَواتِهِ العابِرَةِ حَفنَةَ أمَل !
وَيَظَلُّ ذاكَ الرَحِيلْ جُزءاً مِنْ تسلِيَةِ القَدرْ ،،
وذاكَ اللِقَاء بينَ ثَنايَاه المَسمومَة يَمضَغُهُ ثُمّ يَرمِي بِهِ على قارِعَة النِسيَان !
وتتَوالَىَ يَأجوجَ ومأجوجَ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ ينسِلونْ لِتبتُرَ أكُفَّ اللِقَاءِ الغَجريّة
وتُشيّدَ صَوامِعَ مِنَ الحُزنِ الأسوَدَ تسحَقُ فِي أجسادِهمْ بيَاضَ الرُوح !
::
فَمَهما تَدفّقتْ لَحَظَاتِهم شِعراً وَعِطراً وشلالاتٍ مِنَ لؤلؤٍ يَظلُّ الرَحِيلْ
كشَبحٍ أسودَ يَحدُوهُم حَتّىَ تختَنِقَ كُلَّ ألوَانِ الحيَاةِ فِي أحداقِهم !