الاثنين، 23 سبتمبر 2013

مَطَرْ




فِيْ صَدرِيْ
أشَاءٍ وسَنَابِلٍ وكُرومُ أعنَابْ
وبأبَأةَ مآقٍ لِجَوفِ اللَيلَ بشآبيبَ كَالجَوابْ
فِيْ صَدرِيْ !
زَجَلاً وبَرقاً وانكِسَاراتُ أحبَابْ
وغُروبٌ وَحُروبٌ وقَلبٌ مِنَ الأحزانِ قَدْ شَابْ
::
فِيْ صَدرِيْ
شَناظِيبَ بَوحٍ علىَ وشَكِ الإنسِكَابْ !

هَامْلِتْ فِيْ أعمَاقِيْ !

2010922154521_alonechildcoldstreetf7887838875e8d0320256d391afea312_h  


كَهَذا الشَارِعِ المُقفِرْ
هُوَ صَدرِيْ
وفِيْ يَومٍ مِنَ الرِجزِ، لَمَحتُ بِقلبيَ هَامْلِتْ
يَصِيحُ بِصَوتِهِ النَتْرِ ، يُزعزِعُ قُبَّةَ القَصرِ ، بأشبَاحٍ مِنَ الثَأرِ
وَتُحرِقُ مِنْ لَظَى صَدرِيْ بَسَاتِيناً مِنَ الزَهرِ
كَصَوتُ سَاعَتِيْ المُضجِرْ، يَتمطَّى جُرحِيَ الأعوَرْ
وَيختَزِلُ كُلَّ أوجاعِيْ بِنُقطَةٍ آخِرَ السَطّرِ !
وصُوتُ نوافِذِيْ يُخبِرْ
بأنَّ الحُزنَ لاَ يسمَعْ
وأنَّ اللَيلَ لاَ يُبصِرْ
وأنَّ قَارِبَ أحلاَمِيْ تَحطَّمَ قَبلَ أنْ يُبحِر
وأقضِيْ اللَيلَ فِيْ سَهَرٍ ، وحَتَّى الفَجرِ أستَفِكرْ
بِقلبِيْ ذَلِكَ الأصعَرْ ، وحُزِنيْ المَاجِنُ الأكبَرْ
وَصوتُ ضَمِيرِيَ المُنذِرْ
بأقدَامِيْ التِيْ تُبحِرْ مَعَ التَيَّارِ إنْ أبحَرْ
وأحدَاقِيْ التِيْ تُخبِرْ بَقسوَةِ يَومِيَ المُدبِرْ

أفكَارٌ مُتنَاثِرَة !





 


ويَتعَالَى تَطبِيلُ الهُنودِ الحُمرِ فِيْ أعمَاقِنَا إلاَّ أنَّ فَحيحَ الرِيحِ أشدُّ صَخَباً
والصَباحَاتُ أكثَرُ مُلوحَةً والَليلَ أكثَرُ غَسمَاً
نَعلَمُ أنَّ قَصَبَ الغابَاتِ يُهرَّبُ المَكَائِدِ
وَنَلمحُ الزَهرَ وهُوَ يَطّثَأ النَسَغَ مُغتَصَباً !
ونقتَنِصُ الضَفادِعَ الحَاقِدَة وِهيَ تَتَكاثَرُ مِنْ تَحتِ أحدَابِ الزَنابِقِ المَائِيَّة
أصبَحَنا مُبثُوثِينَ فِيْ كُلَّ مَكَانٍ حَتَّى اعتَدنَا استِسَاغَةَ كُؤوسِ الوَجَعْ !

فَوَاصِلْ

    

وَمَا بَينَ قِطَارٍ يَجِيءُ وآخَرَ يَمضِيْ
هُنَاكَ فَوَاصِلْ !
تُطِلُّ مِنهَا الشَمسُ عَلَينَا لِخَمسِ دَقَائِقْ
تَستَرِقُ النَظَرَ إلىَ غُسمَةِ أحزَانٍ سَمَالِقْ
تَجُوبُ الشَوَارِعَ ، تَقتَحِمُ الفَنَادِقْ
تَشُدُّ الحَقيقَةَ مِنْ تَلاَبِيبِهَا وتُوقِظُ الأمَانِيْ مِنْ توابِيتِهَا
وتَقتُلُ فِيهَا طُموحَ النُسُور !
تَشقّقُ الكَذِبَ بأهدَابِ العُيونْ
وتَنكُشُ المَدفُونَ مُنذُ الآلافِ السُنونْ
تُوقِضُ فِينَا مَوَاسِمَ الدُموعِ والحُبورْ
تَنسِفُ فِي أعمَاقِنَا مِنَ الصَبرِ جُسوُر
تُطِلُّ علَينَا لِخَمسِ دَقَائِقْ !!
وَتُبعثِرُنَا كأسرَابِ الطُيورْ
فَتطُفو عَلَى قُلُوبِنَا نَهَابِيرَ الأمُورْ
وتَلتَصِقُ بأحدَاقِنَا آفَاقَ الصُدورْ
وتَلتَهِمُ الخَمسُ دَقَائِقِ سَاعَاتَ الشُعورْ
والشَمسُ لاَ تَزالُ بَاجَاً واحِدَاً تَبزَغُ مِنْ بينِ الفَوَاصِلْ
وَلاَ تَحَترِمُ فِينَا مَواقِيتَ الفُصُول !!

سِدرَةَ القَلبْ وَ نُورَ الحَيَاة !



يَا شَذراً وَضَّاحاً يُزيَّنُ جِيدَ أيَّامِيْ
فَدفَدَة الغُتمَةِ تَتَفسَّخُ بِهَا الكَلِمَاتُ علىَ شِفاهِيْ
وَيتشظّفُ بِهَا صَدرِيْ عَنْ زَفرِ نَشرِ الشَعفِ والولاَء
يَا سِدرَةَ القَلبِ
نَبَقُ حَنانِكِ عِشقَاً مُداماً
يندَلِقُ علَيَّ لِيَغمُرُنِيْ مِنْ رأسِيْ لأخمَصِ قَدَمَّيْ
فُتتشعِلُ لَوَاعِجَ التَقصِيرِ فِيْ قلبِيْ
وتَمحُلُ بِهَا فضَائِليْ أمَامَ ثفافِيدُ أمُومَتُكِ الإلَهِيَّة
يَا مَزَارَ عِشقِيْ ويَا سَليلَةَ الأسَاطِيرْ
يَا قُرمُزيَّةَ البَسمَةِ وزِنبَقِيَّةَ الرُوحِ
كُلَّ عامٍ وأنتِ قَلبِيْ وأجمَلُ عُنَّابَةٍ جَادَتْ بِهَا أيَّامِيْ
كُلَّ عامٍ وأنتِ سَعادَتِيْ الأبَديَّة
أدامَكِ الإلَهُ لِيْ روحَاً عَسجَدِيَّة
وأمّاً وأختَاً وكُلَّ العَوالِمِ التَحتيَّة

صَبَرتُ وَنفْسِيْ علَى الأيَّامِ كَانتْ عَزِيزَةٌ !




  

" الصَبرْ "

أنْ تُقفقِفَ الأقَدارُ مَنزِلتَكَ مِنْ بينِ فَواصِلِ الحَيَاةْ
وتَمتَقِعُ دُروبُكَ مُعصَفَرَةً بِأرثَّ الغَنَائِمْ
وَ أراقِمُ الخُطوبِ تسأبُ أحقَابَ التَفَاؤلِ فِيْ عينَيكَ
وتمضِيْ وظِلالُ حَظَّكَ الأفنَدِ الفسفَاسِ تَزحَفُ خلفَكَ
وأنتَ تُصَافِحُهَا بِرضَا ويَتفرسَحُ قَلبُكَ قَناعَة

كَانَ وَكَانتْ !




هُناكَ أعوَامْ نَتذوّقُ مِنهَا قَندَ الفَرَحْ
نُقبّلُ فِيهَا أحدَاقَ الشَمسِ كُلَّ مَغِيبْ
ونَنَامُ فِيهَا بأحضَانِ هَزِيزْ الرِيحْ وحَفيفْ الشَجرْ
وأتَى عَامٌ نَتبرَّجُ فِيه جَيداً قَبلَ الخُروجِ للحَيَاة
نتذوّقُ رَغِيفاً مِنَ الإبتِسَامَة وقَدَحاً مِنَ السَعادَة
وَنمضِيْ مَقصُوفِينَ الصُدورْ شُهدَاءَ القُلوبْ وَنبكِيْ مِلأ أعمَاقِنَا !

السبت، 21 سبتمبر 2013

مَلاَمِحْ جَائِرَة

 


تَتَمطَّى عَقارِبُ البَصيِرَة
وتَنزَعُ الحَياةُ أدِيمَهَا لِيتسَاقَطَ مَعَهُ كُلَّ تَارِيخِ البَشَرْ
والنَفسُ الفِيلُونيَّةِ فِينَا لاَ زالتْ خَرسَاءَ لَمْ تستَيقِظْ بَعدُ مِنْ سَكرَتِهَا السَرمَدِيَّة
نَرَى غُرَّةَ الشَمسِ تَشتَعِلُ بَيَاضَاً مِنْ علىَ مُتونِ الجِبالْ
نَلمَحُ تَقَوّسَ أحدَاقِ القَمَرِ بَينَ فَحيِحْ اللَيلِ وَهُوَ يَلتَقِطُ التَوسُّلاَتْ
زُنابَةُ الزُهرَةِ تنسَغُ فِيْ قُزحيَّةَ القَلبِ وَتبِسطَ عَلىَ طَاوِلَةِ البَيانِ ثَفافِيدَ الأسرَارِ الدُنيويَّة
يُحاوِلُ النَومَ فِينَا أنْ يُخفّفَ مِنْ حِدَّةِ العَجزِ الرُوحَانِيْ ويَدُقَّ إسفِينَ اللَاهُوتيَّةِ
عَلىَ صُدورٍ أُشَابَةٍ سَملَقَة لاَ تَطثَأُ إلاَّ السَقَمْ والعَيهَمَة !
يُحاوِلُ أن تُسقِيْنَا إصفَعِندِ اللُوغوسْ لِتمتَقِعَ بِهَا مَدارِكُ عُطارِدُنَا !
لَكِنْ سُرعَانَ مَا تَتكَّومُ فِيْ جَوفِ الأحدَاقِ مُختَلَفَ الحَقَائِقِ الغَيبِيَّةِ
التِيْ تُشيَّدُ بِهَا آزَاجاً ومُعتَقَلاتٍ لِحَربٍ طَائِفيَّةٍ عَقليَّةِ ونَفِسيَّةِ
تُبهَمُ بِها مَعالِمُ الإنسَانِيَّةِ وتَتَبعزَقُ بِهَا مَصَابِيحُ القُلوبْ !

حَمأةُ الأعمَاقْ !







وَلاَ زِلتُ أبُثُّ أنَبَاءَ حُزنِيْ إلَيَّ وأُسقِيْ دَمِيمَ الوَجَعِ أقدَاحَ الذِكرَى !
لَا زِلتُ رُغمَ كُلِّ مَا حَدَثْ وبَعدَ كُلِّ مَا حَدَثْ أرَى بَينَ فَجَواتِ الحُزنِ أضحُوكَة
وَغَضَاضَةٌ تَلعَنُهَا صَبَاحَ مَسَاء
لاَ زِلتُ مُتسَمَّرَةً الوجدَانْ أسمَعُ كُلَّ تِلكَ الوَغَى تَضِّجُ فِيْ أعمَاقِيْ
ولاَ أقوَى علىَ الحَراكْ !

رُوحٌ أُجهِضَتْ مِنْ رَحِمِ الحَيَاةْ !





وَيَنزَاحُ مِنْ قَلبِيْ حَنَانْ وتَتَعرّبَدُ فِيْ أعماقِيَ الثُلوجْ
فِيْ عَيَّنَيَّ رَمَادْ وفِيْ شَفتَّيْ رَمَادْ
وكُلَّ مَا حَولِيْ رَمَادْ
آتِيَةٌ مِنْ مَقابِرِ الغيَابْ تَارِكَةٌ خَلفِيْ كُلَّ أوطَانِيْ
مِنْ زَمَنِ الإنكِسَارْ
بَعدَما أكسَفتْ كُلَّ شُموسِ الإنتِصَار
ابتَعِدوا ،، ولاَ تُحاوِلُوا الإقتِرابْ
مِنْ أنثَى مَسمُومَةٍ حَدَّ الإرتِوَاء
مِنْ إمرَأةٍ اندَثَرتْ فِيْ عَينَيهَا كُلَّ نُصوصِ الحَيَاةْ !
حَاوِلُوا أنْ تبحَثُوا عَنهَا فِيْ عَصرِهَا
أنْ تَقرَؤا عَينَيْهَا جَيَّداً وستَلمَحُونَ نَصَّاً وَاحِداً فَقَط
عَنْ وَطَنٍ وَاِحدْ مُندَثِرٍ تَحتَ الرَمَادْ !!
وَعنْ بَقَايَا قَلبٍ توقَّفَ عَنْ التَنادْ !
فَعيْنَيهَا مُثقَلَةٌ بِالسُهادْ
وَ لَمْ تَعُدْ قَادِرَةٌ علىَ احِتلاَلَ المَزِيدِ مِنَ البِلادْ !
فاسرِعُوا بِالإبتِعادْ ولاَ تنتَظِروا مواسِمَ الحَصَادْ

مَواسِمْ الوِصَالْ



سَيأتِيْ يَومٌ يَكونُ أكثَرَ عُشبَاً ويَكُونُ قَابِلاً للوِصَالْ
وَتَكثُرُ فِيْ مُقلَتَينَا بَسَاتِينُ البُرتُقَالْ !
أو سَتمطُرُ علينَا السَمَاءَ الكَلالْ !
و تَمُوتُ علىَ شِفاهِنَا كُلَّ جيُوشِ السِجَالْ !
سَيأتِيْ يَومٌ تَفزَعُ فِيْ الأقدَارُ مَذعُورَةً مِنْ أكنَانِهَا
وتَنثُرُ كُلَّ أوراقِنَا مِنْ فَوقِ الغَمَامْ

فَجرِ العُمُر





مُنذُ فَجرِ العُمرْ 
وَنَحنُ نَدُسُّ بينَ أرتَالِ ابتِسَامَاتِنَا شُجوباً جَافَّة 
وَخرائِبَ عُمُرٍ مبثُوثَةٌ بينَ مَسَامَاتِ أجسَادِنَا !
مُنذُ فَجرِ العُمر وَنَحنُ !
مِنْ شَوَاهِدِ الأموَاتِ نَزدَادُ موتَاً ، وَمِنْ نُورِ الشَمسِ نَزدَادُ عَمَى !

قَنَاعَة !

 

لَو كُنَّا مَنْ استَحدَثَ ظَواهِرِ الكَونْ أو كَنَّا نَمتَلِكُ ظَواهِر كَونيَّة كَقِطَعِ الشِطرَنجْ
لَكَانَ مِنْ نَصِيبْ الأذَكَياءْ تَغِييرْ مَا هُوَ مَكروهٌ وَحتمِيْ
مِنْ القَوَانِينْ الطَبيّعِيَّة لِصَالِحِهمْ مُتغاضِينَ عَنْ وجودِهَا الأزَلِيْ
الذِيْ يُنسَلُ مِمَّا استَحدثنَاهُ مِنْ ظَواهِرْ !
وإنْ كَانَ لِكُلَّ فِعلٍ رَدَّة فعل لاَ أعتَقِدَ بأنَّ العَالَمْ سَيَتوافَقُ مَعَ ذَكَاءَ الإنسَانِ لِيُمثَّلَ بِـ شِطرَنجْ !
ومَهّمَا غَيَّرْ الإنسَانُ فِيهْ بِنَاءاً علىَ ذَكَاءه الفِطرِيْ
فإنَّ العالَمَ يَظَلُّ عالَماً بِمَا يَحويِهِ مِنْ عَوالِمْ يَعجَزُ البَشَرُ عَنْ بُلوغِ كُنهِه ! 

قِطَعةٌ مِنْ نَارْ





حِينمَا أرتَّلُ تواشِيحَ العقعَقِ علىَ جِبَالِ تَايوانْ
مُتناسِيَةً ..!!
أصوَاتَ الكَنَائِسِ التِيْ تُعشّشُ فِيْ رأسِيْ
وَ مَعابِدِ الرَاهِباتِ التِيْ تَبيعُهَا وَتشتَرِيهَا زُهرَتِيْ !
وكُتبُ الإنجِيلِ المُتكَدَّسَةِ فِيْ أحداقِيَ العَميَاء !
حِينَ أنسَى ..!!
أنَّ قُنونَةَ صَدرِيْ لَمْ تَفرَغْ بَعدُ مِنْ قِرَاءَةِ الهَواء !

دَربٌ مِنْ سَرَابْ




العَوسَجْ لاَ يَستَطِيعُ أنْ يَختالَ يَوماً بِقامَةٍ مَمشُوقَةٍ أمَامَ رِيَاحِ الشَمَالْ !
كَذَلِكَ صُوانُ الذَاكِرَة لاَ يُمكِنُهُ إخفَاءُ بُثورِ الخَيبَةِ مِنْ التَقذحُرِ علىَ دُروبِ الكَمَالْ !

كِبْرِيَاء الجُرحْ




حِينَمَا يَصفَعُنِيْ اللَيلُ بِرَسِيسِ الجَوى
يَمتَرِيْ قَلبِيْ وَجَعاً مُلثَاً وأٌدلِجُ السَرَى فِيْ غَيْهَبِ الذِكرَياتْ
حَرِيبَةً السَعَادَةِ مَصرُومَةَ الوِصَالْ لَهِيدَةً بِوحدَتِيْ !
وَقلِبِيْ يَحتَضِرُ بَينَ مُديَةِ الشَوقِ وغِمدِ الكِبريَاء .

عَنْتَرِيَّة الوَاقِعْ .

  


الوَاقِعُ يَومٌ صَحو نَعِيشُ فِيهِ الحَيَاةُ بِعنتَرِيَّتِهَا
نَنسَكِبُ فِيهِ مِنْ أحدَاقِ الشَمسْ ، ونُصلَّيْ لِلدُروبِ الخَرسَاء .
نَغتَسِلُ مِنْ جَنابَةِ الأحَلامْ ، ونَملأُ كِيزَانَ القنَاعَة .
نَتوشَّحُ لَيلَهُ المَغمُومْ ، وَنسكُرُ فِيْ صَباحَاتِهِ النَدِيَّة
نتَكدَّسُ أشجَاناً شَرِيدَةً ، ونتبعثِرُ بَسمَاتٍ بَابِليَّة
يَقرأُ علىَ قُلُوبِنَا السَلامْ ، وينتَشِلُهَا مِنْ نَبضِهَا الزَاحِفْ
وَيُرتَّلُ عليهَا جِراحَهَا الثَكَلى ، وَفِيْ لَهَبِ العَيشِ يَخُطُّهَا حَقيقَة . 

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

نُبوءَةٌ كَفَّنَتْهَا الرِيحْ




[ مَدخَلْ ]
تَعصِرُ قَلِبِيْ هُمومٌ لَمْ تَجِد مَجرَى
وَتَتَجشَّأ ذَاكِرَتِيْ بِإحزانٍ مِنَ الذِكرى !
::
أرَى السَمَاءُ تَكفَهِرُّ مِنْ حَولِيْ بِالخُطوبْ
والحَيرَةُ حَولَ قَلبِيْ تَلُوبُ وَتلُوبْ
::
ضَمِيرِيْ يَشكِيْ سُقمَ مُجاوَرَتِهِ للذُنوبْ !
والنَدَمُ يلكِزُ أعمَاقِيْ بِأحدَاقِ الشُعوبْ !
::
[ مَخرَج ]
أينَ بَابِلْ ؟ أينَ أصوَاتُ البَلاَبِلْ ؟ أينَ أسيَادُ القَبَائِلْ ؟!
كُلَّهُم مَاتُوا علىَ ضِفَافِ السَوَاحِلْ !
كَالأيَائِل تَرعىَ فِيْ مُروجِهَا تِلكَ الأيَائلْ !
تَقبَأ مِنْ ذَهَبِ السَنَابِلْ
تَنامُ بَينَ الخَمَائِلْ
والعُقولُ فِيْ المَزَابِلْ !
كَانُوا أقواماً جَحافِلْ ، كَانُوا خَناذِيذَ الأوَائِلْ
واليَومَ مَاتُوا !
علىَ ضِفَافِ السَواحِلْ !

اخضِلالُ قَلبْ .

 


فِيْ لَيلَةٍ مَقرُورَةٍ جَلستُ علىَ لَبدٍ بِجوارِ نَافِذَتِيْ المُتلفَّعَةِ بِالصَقِيعْ .
أتَدثَّرُ بِمُلاءةٍ قُرمُزِيّةٍ وحَولِيْ الكَثِيرُ مِنْ قوارِيرِ الفُودِكَا !
كُنتُ أقرَأ الغُروبْ بِعَينَينِ ثَمِلَتَينْ مَدعُوكَتينْ حُزَناً وشَفَتينِ مُزرَقَّتَينْ صَمتاً .
تَارَّة ألمَحُ مآتِمَ الوَجَعِ المكسُوَّةِ بِالحُمرَةِ تَعتَلِيْ قِبابَ الأفُقْ .
وتَارَّةً أخرَى تَترَعُ جَوالِقُ الذِكرَى بِالقَلقْ !
وأتَنهَّدُ تَارَّة حِينَ يَرتَدِينِيْ الحَنينُ بِكَامِلِ نَشوَتِه
وَ زَمهريرُ اليَأسِ يَندِفُ صَدرِيْ حِينَ أتذَكَّرُ كُهولَةَ الأمَلْ !
وَطَمحاتُ الدَهرِ كَزحَّافَةٍ تَكشِطُ حُقولَ أيَّامِيْ مِنْ أسَبادِ الحَيَاة
وأنَا كَحُوذِيّ يَقِفُ مُتسَمَّرَ الحَيَاة يَلتَقِطُ سُخرِيَة أطفالِ الحَيَّ
مُنذُ بُزوغِ الفَجرِ وَحتَّى هُبوطْ اللَيل .
ويَجُرُّ يَومِيْ أذيَالَ الرَتابَةِ وأنَا كَعادَتِيْ !!
آوِيْ إلىَ فِراشِيْ مَقصُوفَةَ القَلبِ تَائِهَةَ النَجدَينِ
وصَوتُ مَطَارِقِ الإسَكَافِيْ يَرِنُّ فِيْ أُذُنِيْ . 

حِينَمَا فَشِلْت !

 

الفَشَلْ خِرَّيتٌ يُحِيطُ بِشنَارِ الهَزِيمَةِ مِنْ حَولِنَا
وَيُوقِظُ شُعلَةَ الإصرَارِ فِيْ أعمَاقِنَا
عَلَّمَنَا أنَّ الحَيَاة شَقِذَةُ العَينْ وَلاَ تأبَهُ لِأحَدْ
علَّمَنَا أنَّ البَهُوَ لَنْ يُصبِحَ مَرمُوقاً إنْ استَقبَلَ جَمِيعَ الضُيوفْ .
وَ أنَّ ضِرَاوَة النَجَاحِ فِيْ وَعرَةِ دُروبِه
وَ أنَّ رَضَّ المَاءِ يَزِيدُ رَسِيسَ اليَأسِ فِيْ القُلوبْ
وأنَّ ثُلَمَ الحَظَّ لَنْ تُخفِيَها الدُموعْ !
علَّمَنَا أنَّ لِكُلَّ سَابِيَاءٍ مَنفَعَة !
وأنَّ فِيْ كُلَّ قَلبٍ مَلحَمَة
وأنَّ فِيْ كُلَّ دَربٍ مأسَدَة .
عَلَّمَنا أنَّ النَشرَ لَيسَ مِسكَاً دَوماً
وأنَّ الأمَلَ لَيسَ خِتلاً يَوماً . 

ألاَ لَعنَةُ اللهِ علىَ الظَالِمِينْ





هشّموا قواقِعَ صِدقِنَا الصَغِيرَةٍ بِقبضَةِ ظُلمِهِم الجبّارَة
ثُمّ حَمَلوا حقائِبَهُم المَحشوّةِ بِأعمَارِنَا وأحلاَمِنَا
وأغلَقوا أبوابَ الفَرَحِ فِي وجُوهِنَا
وخَبّأوا بُذورَ الحُزنِ فِي ثَنَايَا أيّامِنَا
أقتَلَعُوا جُذورَ الأمانِ مِنْ قُلوبِنَا
وزَرَعُوا الأشواكَ فِي دروبِنَا
مَا يَعرِفُونَ عنْ أوجَاعِنَا ..؟؟
عنْ بُكَاءِ شَراشِفِنَا ليلاً
وانِحناءِ آمالَنَا نَهاراً
عنْ لَفَحِ الخَيبَةِ صَيفاً وَزمهرِيرَ الوِحدَة شَتاءاً
عَنْ الَسيرِ بِلاَ قَدَمِينْ ..!!
أو البُكَاءِ بِلاَ عينينْ !!
والضَحِكِ بِلاَ شَفتينْ
قَطَعُوا الوَتيِنْ ، فَسَاعَدَتهُمُ الشَياطِينْ فِي ذَلِكَ العَمَلِ المُشِينْ
فَعَليهِمُ اللَعنَةُ إلَى يَومِ الدِين !!

خَرِيطَةُ العُمرْ

 


أنفِقُ العُمرَ وأحِيكُ مِنْ دَمعِ النَدَمِ دربَاً جَديدَاً لأسلُكَه !
أيَّاماً رمادِيَّة تتَهدّلُ مِنْ ضِلعِيَ الأعوَجْ
وانِكسَاراتُ كِبريَاءٍ تَحُورُ علىَ أجفانِ الصَبرْ
وعَبرَةً عَجوزَ تتَسلَّقُ حنجَرتِيْ التَائِهَة وذاكِرَةٍ رثَّة لاَ تَصلُحُ للسُكنَى !
وَ هُناكَ فِيْ أقصَى القلبِ رُكنٌ لاَ يتوقّفُ فِيهِ المَطَرْ
وفِيْ الرُكنِ الآخَرَ قبائِلَ تَسعُلُ بِالحُزنْ مِنْ صَنادِيدِ المَطَرْ !
وهُنَاكَ طِفلَةً بِلاَ مأوَىْ تَقِفُ فِيْ حُقولِ القَلبِ
حافِيَةَ الرُوحْ مَنّزوعَةَ القلبِ تائِهَة النَجدينْ
وِمنْ إحدَى ثُقوبِ القَلبِ تَحيَا شُعوبٌ مُختلِفَةَ الأعرَاقِ
تَرعُدُ وَتبرُقُ بِمواسِمَ لْمْ تُولَدْ مِنْ قبلْ .
وَقُزحيَّةَ العَيِنِ تَكتَنِزُ لَحظاتٍ تختَزِلُ كُلَّ العُمرِ فِيْ أكنَانِهَا
لَكِنْ سُرعَانَ ما أتذكَرُ بأنّيْ سَائِحَة أتجوّلُ علىَ شَطّ الحَيَاة
كَبقيَّةِ السَائِحِينْ وَأعُودُ لآخُذَ حمَّامَ شَمسْ
وأنزَعُ كُلَّ ما اكتظّتْ بِهِ مشَاجِبُ القلبِ
لأدُسُّهَا فِيْ حَقيبَة تَقِينيْ وَعثَاءَ سَفرٍ قَادِمْ !
وتَشُقُّ بَاخِرَةُ الأيَّامِ خرِيطَةَ العُمُرِ وأنَا أعدُو خلفَهَا كَطيرٍ مُهاجِرْ
إلىَ أنْ أبلُغَ الخَمسِينَ عامَاً مِنَ الأحِسَاسِ
فلاَ أقوَى علىَ لَملَمَةِ خَرِيطَةَ العُمرِ المشقُوقَة !

أُمْنِيَاتْ مَبْتُورَة !

  

تَصلِبُنيْ الذِكْريَاتُ عَلَىْ جِدَارِ النَدَمْ ، فَتُجهضُ كُلَّ أحْلاَمِيَ مِنْ رَحِمِ الواقِعْ
أتأمَّلُ راحَةَ يَدِيْ فأرَىَ فَراشَةَ الأَمَلِ تَزحَفُ بِوهَنٍ عَلَىَ خُطوطِ تَعاسَتِيْ المُلتَوِيَةِ
ومِنْ ظُلمَةِ اللَيلِ أُحِيكُ جَلابِيبَ الخَيبَةِ لأعلَّقَها صَباحاً عَلَى جِيدْ الشَمسْ
وأعصُبُ جِرَاحِيْ بِزَنانِيرَ الكِبريَاءِ المَزعُومْ وَجوقُ الحُزنِ تَطرُقُ مَضجَعِيْ كُلَّ لَيلَةَ
فأثقُبُ جُمجُمَتِيْ لِتتَسَرَّبَ أخِيلَةً مُثرثِرَة يَضِيعُ فِيْ زَحَامِهَا أنِينَ رُوحِيَ المُقفِرَة !
وَتثُورُ بِهَا بَراكِينُ اليَقِينِ النَائِمَة
فَأتمَنَّى لَو أبلُغَ مَقابِرَ السَمَاءِ وأُوقِضَ مِنْ تَوابِيتِ النِسيَانِ حَقَائِقَ مُغبِرَة
أو أشُقَّ جَوفَ الأرضِ وأفضَحَ العَوالِمَ المُستَهتِرَة
أوْ أكسِرَ مِزمَارَ البَشَرِ المَاجِنِ الذِيْ يَغزُو السَمَاءَ بِخُطُوطِ الإِنْتِقَامِ الحَمرَاءْ
أوْ أعُومَ كَبَجَعةٍ رَمَادِيَّةِ تَتَمايِلُ بِفتنَةٍ فِيْ أعماقِ البَشَرِ
وأقطِفَ زَعانِفَ المَكرِ مِنْ بَينِ قرامِيدِ أذهانِهِمْ !!
أو أسرِقَ مسَاحِيقَ القَمَرْ وأكسِرَ قنادِيلَ الشَمسْ
وأنحَرُ النَهارَ فِيْ قُعرِ دَارِهِ وأصلُبَ اللَيلَ علىَ صَدرِ الأيَّامِ
وأؤرَّخَ تارِيخَاً بِلاَ مُسلَّماتٍ هيثَميَّةٍ ضَوئِيَّة تنحَتُ علىَ قَيضَ العَينِ تَماثِيلَ الحَيَاةِ السَرمَديَّة !
أو أُحرّرَ شَمسَ الحَقِيقَةِ مِنْ خُيوطِ الخَوفِ الصَمغِيَّةِ وأنتَشِلهَا مِنْ جُبَّ النِسَيَانَ لأزُفَّها علىَ
أدِيمِ الأرضِ المُطحِلَة لِتَتَصدَّع بِأعاصِيرِهَا المُلتَهِبَةٍ قُلوبَ البَشَرِ المُحَذلَقَة !

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

أَحْزَانُ الخَرِيفْ




  


أأتَزَرتُ بِمُروطِ الأصدِقَاء لِأزِيلَ عَنْ ذَاكِرَتِيْ مَناقِبَ العَنقًاء
لَكِنَّ شَدوَ شَادِيكْ أنكفأ علىَ مَسَامِعِيْ وقَدَّ بِحَنينِهِ عُنُقَ الجَفَاء !
::
مَتَى سَتُورِقُ أشجَارُ الأمنِيَاتْ لِتَمحُونَا مِنْ أحزَانِ الخَرِيفْ ؟! 

حِكَايَة نَايْ

  


جُرأةُ مَطَرْ أبادتْ أسبَادَ السِنينْ
ورِيَاحٌ شِتويَّة أخمَدَتْ لَظَى الحنينْ
وَبيْنَ هَذَا وَذَاكْ
دَربٌ لَمْ يَعُدْ يُزهِرْ
وقَلبٌ هَالَهُ المَنظَرْ ! 



الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

ظُعونٌ مِنْ نَارٍ وَثَرِيدُ بُؤسْ !

   


حِينَمَا يُرخِيْ اللَيلَ سُدولَه علىَ جِبالِ الألبِ الفَرنسيَّةِ ،،
يَتَعالَى شَخِيرُ الكُونتربَاسْ لِيختَرِقَ ثُلَمَ الأحيَاءِ الفَقِيرَة فِيْ مُوناكُو !
ويُهدهِدَ الأوجَاعَ مِنْ مَرقَدِها
بَلْ ويَكفِيْ رؤيَةُ القِصَاعُ الخاوِيَة تقضَعُ قُلوبَهُم بِعَجزٍ مُدقِعْ !
فَيَتهادَى العرَابِدَةُ علىَ ضَوءِ اليَراعةِ وَتحتَ مصَابِيحِ الشَوارِع الشِبهُ مُضِيئة !
أو مُتقرفِصِينَ علىَ زَكَائِبِ القَمحِ فِيْ أقبائِهم !
يُغنَّونَ بِأصواتٍ مُتهدَّجةٍ ودُخانِ الغِليونَ يتَطَايرُ مِنْ خيَاشِيمُهم 
وأعيُنُهمْ المُتورَّمةِ بِالأسَى
تَحتَ جوفِ اللَيلِ يَنزعونَ خَبَبَ التَعَفُّفِ ويُشرَّعُونَ رِتَاجَ البَوحْ !
وأعيُنُهم تُغمغِمُ بِوَجعٍ لاَ تحتوِيهِ العِباراتْ !
ويَظَلُّ بِرغمِ كُلِّ ذَلِكَ فِيْ دَاخِلِ كُلِّ مِنهُم مِذرَاةُ أملٍ
تنتَظِرُ الشَمَّاسْ الذِيْ يَقضِيْ اللَيلَ فِيْ الحَضرَةِ الإلَهِيَّة كَيْ تَغفِرَ خطَايَاهُمُ الدَمِيمَة !!
وَتَذرأ السَعدَ فِيْ دُروبِهِمْ المُقفِرَة مَعَ بُزوغِ فَجرٍ جَديدْ !
واللَيلُ لَمْ يَدرِ عنهُم والشَمَّاسُ يَغُطُّ فِيْ نَومٍ عَمِيقْ
والآلِهَةِ لاَ ضَرراً ولاَ ضِرار !

أَوشَالٌ مِنْ كَبَاثِ التَارِيخْ

 


يَومٌ تَكثَّفَتْ فِيهِ العِنَايَةِ العَلَوِيَّة والهِدَايَةِ اللَاهُوتِيَّة
خَضَعتْ لفَرَاسِنِهِ نَواصِيْ الجَنادِلْ ، وَتَقوَّرَ بنُورِهِ جِلبَابُ البَاطِلْ
يَومٌ انصَبَّ فِيهِ الحَقُّ ثَجَّاجا وانَبَلجَ العَدلُ وَهَّاجا !
كَانَ أسمَقَ الأيَّامِ عُمُراً
ذُو شَمسٍ لاَ تَقنَبْ ، وَجُرحٍ لاَ يَنضَبْ !
حَائِلاً فِيْ صَهوَةِ التَارِيخْ يُعِيدُ فُصولَ المَحرَقَة
يُوقِظُ قَدَموسَ وَ جُنودِهِ لِيَقُودُوا المَجزَرَة !
يَوماً شَدِيدَ المَخَاشِنْ ، يَشُقُّ جَواشِنَ الجَواشِنْ
بيَقِينٍ غَائِرَ الأبعَادْ ، زَاجِرَ الفَسَادْ
لِيحفَظَ لِبَلَدٍ اسمَهُ بَينَ البِلادْ !


الاثنين، 9 سبتمبر 2013

إمرَأةٌ مَأفُونَة




كُلَّمَا كَشفَ القَمَرُ عَنْ وَجهِهِ أغُوصُ فِيْ أعمَاقِيْ
لِأجِدَ حُشوداً مِنْ الأسْئِلَةِ المَلعُونَةِ تَقفِ علىَ أبوابِيْ !
تَفرِشُ عَقلِيْ للضَياعْ وَتحصِدُ قَلبِيْ كَالسَنَابِلْ
تَسفِكُ أحَاسِيسِيْ ، تقهَرُ صَمِتِيْ وَتَستَفِزُّ أدمُعِيْ !
تَصلِبُ كِبريَائِيْ بِحِرابِ النَدمْ وَبينَ دَهالِيزِ الذَاكِرَةِ تَقبُرنِيْ نِصفَ حَيَّة !
وَمِنْ بَينِ خُطوطِ تَعاسَتِيْ أبحَثُ عَنْ أسبَابِ تَكفِيريْ مِنَ السَعادَة !
أبحَثُ عَنْ نشْأةِ ذَاكَ التَارِيخِ المَدفُونِ فِيْ عَينَيَّ !
بَينَ خَرَائِطِ انِكسَارِيْ ومِنْ مَرافِئ اعتِصَامِيْ
أجِدُنِيْ أسَافِرُ إلَى اللاَشَيء
لاَ سَقفَ آوِيْ إلَيهْ
ولاَ إنسِيَّاً أشكِيْ عَليِه
لَهِيدَة بِوحدَتِيْ أقضِمُ أصَابِعَ الخَيبَة وأنتَحِبُ نَزقاً !
تَسكُنُنِيْ حَمَاقَةُ الأمَواجِ وَأهدَابٌ مُكلَّلَةٌ بِالصَقِيعْ تَحشُوهَا رُسوماً تَجرِيديَّةً مُفخَّخَة !
أرفَعُ جِيدَ ضَياعِيْ كإوزَّةٍ رُومَانِيَّة غَارِقَةٍ فِيْ بُحَيرَةٍ سَرمَدِيَّة !
أكتَنِزُ فِيْ جَيبِيْ بَينَ فَشَلِيْ الذَرِيعِ جَوزَة أملٍ وبَينَمَا كُنتُ أتهجَّى طَرِيقِيْ
فَقدتُ كَسَّارَة الجَوزْ وأضَعتُ دَربَ الأمَلْ !
حَتَّى بِتُّ جَزِيرَةً جَافَّةٍ ذَبلَتْ بِهَا أشجَارُ الرَندْ !
مَدَدتُ يَدِيْ للحَيَاة فَخَذَلتنِيْ
أدبَرتُ عَنهَا فَكَسرتنِيْ
قَامَرتُهَا فَأهدَتنِيْ الشَجنْ !
تِجَارَتِيْ الكَاسِدَة
علَّمتنِيْ كَيفَ أعِيشُ
بِنِصفَ قَلبْ وَ نِصفَ عُمرْ وَلِسَانٍ مَكثوحٍ بِالرَمَادْ

الخميس، 5 سبتمبر 2013

غَيَاهِبُ الأنَا


 


 لاَ أعلَمُ كَمْ مَرَّةٍ فِيْ اليَومِ أحرُثُ جَسَدِيْ
بَحثاً عَنْ حَبَّةُ قُرطُمٍ تُعِيدُ النُورَ إلىَ مَلامِحِيْ الذَابِلَة !
جِرَاحِيَ النَّزِقَةِ تَجُرُّ أصدَافَ سَعَادَتِيْ وارفِيوسْ يَقبُرُ عَنَّيْ ألحَانَهَا !
والصَمتُ يُخضَّبُ شَفَتيَّ ويَستَغِيثُ اللَيلَ لِيجمَعَ شَتَاتَ بَوحِيْ مِنْ أشْلاَءِ النَهَارْ
بِاللهِ عَليكُمْ أيُّ مَوتٍ ذَاكَ الذِيْ أسمَعُهُ فِيْ كُلَّ صَوتْ ؟!
وأيُّ حَكَايَا دَنَّانَةٍ تُسكِرُ قَلبِيْ بِالحُزنْ ؟!
وأيُّ مَرثِيَّةٍ تِلكَ التِيْ ارتَوىَ مِنهَا نَبضِيْ ؟!
ارفِيُوسْ :
كُنتُ أجهَلُ كَمْ كُنتَ وَزَّاناً بِالقِسطَاسْ
مُبِيداً لِلسِجَافَ الإيديولوجِيَّةِ الصَاخِبَةَ مِنْ حَواشِيْ أيَّامِيْ !
فَانتَشِلْ ذَاكِرَتِيْ مِنْ مَقامَاتِ المَاضِيْ الترَاجِيديَّة
فَقدْ مَللتُ طُوفَانَ الخَيبَةٍ النَائمِ فِيْ زَوايَاهَا ! 

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

ضَيَاعْ

 


 سَقَطَتْ آخِرُ جُدرَانِ الحَيَاة
وَ سَقَطَ كُلُّ تَارِيخِ البَشَرْ ومَاتَ بروتيُوسْ مَغلُولاً فِيْ خَندَقِ النِسيَانْ
فُقِدَتْ ذَاكِرَةُ الكِبرِيَاء ، وَقُتِلَتْ عاطِفَةُ المُروءَة !
والضَمِيرْ والتَقوَى صَنَعَ لَهُمَا أجنِحَةَ كَدِيدالوسْ وهَربَا إلىَ الإغرِيقْ !
لَمْ يَعُدْ ثَمَّةَ مَا يَستَحِقُّ الأسَفْ
فَالحَيَاة قُدَّدَتْ بِغُلالَةٍ مِنْ الجُحودْ
والقُلوبُ لُفِّعَتْ بِوَحشيَّةِ الجُمودْ !
شُذَبَتْ جَمِيعُ أغصَانِ الأسئِلَة وَصُرِمَتْ كُلَّ ثِمَارِ الرَجَاء
وتَشرَّدنَا علىَ أرصِفَةِ الحُزنِ يَلفَحُنَا بَردُ الخَرِيفْ !
ونَمضِيْ إلىَ حَيثُ السَرَابْ !

أَوْطَانٌ تَبْكِيْ





1001385_486279278113201_459566046_n

فِيْ دَاخِلِيْ
أَوطَانٌ نَيَّفَتْ فَوقَ السَبعِينَ عَامَاً
بِرُغمِ بُكَائِهَا الأسفَرْ تَظلُّ حَادَةَ المَلامِحِ كَصَوتُ الرَبَابَةِ
تَقرَعُ بِوَحشِيَّةٍ علَىَ دُفوفِ الحُزنْ
بِكُلَّ مَا يَملِكُ قَاطِنِيْهَا مِن بَطشْ الشَرقِيْ وفَلسَفَةْ الإغرِيْقِيْ !
لاَ تَشكُو مِنَ الإفلاَسْ وإنْ خَيَّمَ عليْهَا الفَقرُ والنُعاسْ !
::
أوطَانٌ
نُبِذَتْ مِنْ بَينْ الأوْطَانْ
حِينَمَا أبَتْ أنْ تَعِيشَ كِالجِرذَانْ
قَهَرتهَا تَصَارِيفُ الزَمَانْ
حِينمَا رَفَعتْ صَوتَهَا علىَ صَوتِ السُلطَانْ
قَضِيَّتُهَا الكُبرَى
إحسَاسُهَا الذِيْ يَفُوقُ لُغَةَ الكَلامْ
وصِدقُهَا الذِيْ لاَ تُجارِيهِ الأعيَانْ
أكبَرْ مِنْ أنْ تَجمَعُهُ صُدورُ بَنِيْ الإنْسَانْ !
::
أوطَانٌ
سَافَرتْ إلَىَ حَيثُ النِسيَانْ
حِينمَا لَمْ تَجِدْ لَهَا ضَرِيباً بَينَ الأوطَانْ !

غُربَة !


 

لَمْ أعُدْ أرَىَ شَيْئاً أسْخَفَ مِنَ الإنتِمَاء !
مُنذُ مَتَى كَانَتْ ظِلالُنَا تَنتَمِيْ إلَيْنَا ؟! وَ مُنذُ مَتىَ كَانَ الرَبِيعُ يُطِيلُ البَقَاء ؟!
::
نُصَافِحُ الأعمَاقَ فِيْ المَسَاء وَنُرتَّلُ تواشِيحَ اللِقَاء !
نُنحَرُ ذَاكِرَةِ الكِبريَاء أملاً فِيْ أنْ نُصبِحَ سُعدَاء !
لَكِنْ
مُنذُ مَتىَ كَانَ الرَبِيعْ يَسبِقُ الشِتَاء ؟!
وَمُنذُ مَتىَ عاهَدتنَا الشَمسُ علىَ الوَفَاء ؟!
لِمَ نُصَافِحُ الأعمَاقَ فِيْ المَسَاء !
ونَحنُ نَعلَمْ
أنَّ المَسَاء لاَ يَرسُمَ مَلامِحَ البَقَاء ؟!
لِمَ نَستَجدِيْ السَمَاء وَنحن لاَ نُجِيدُ الإصغَاء ؟!
::
نُصَادِرُ أشيَاء لِنجنِيْ أشيَاء !
ولَو استَقمنَا علىَ ذاتِ الأشيَاء لاحتَرَقتِ السمَاء !
فَكيفَ لاَ أشعُرُ بِسُخفِ الإنتِمَاء
ونَحنُ فِيْ أعمَاقِنَا أصبَحْنَا غُرَبَاء !