الجمعة، 25 أكتوبر 2013

وَ أمطَرتْْ ذَاتَ صَيفْ !

   

تَشِيخُ الفُصُولْ وتَحنَثُ بِالخُلود ويَبقَى الصَيفُ فِيْ وَهدةِ الطُفولَةِ
كَجِسرٍ مُعلَّقٍ يُعفَّرُ خَدَّيهِ بِخُطُواتِنَا وَيَقرأُ المُنعطَفاتِ بِحِرص
يجلِيْ هَذَالِيلَ الدُروبْ ويُخمِدُ يَحمُومَ القُلوبْ
يُزِيلُ مِنْ أحدَاقِنَا عُبوسَ الحَيقَطَانْ ، ويُعِيدُ نَقشَ مُنمنَمَاتِ الأمَلِ علىَ الأجفَانْ !
لَكِنْ يََنتَابُنِيْ مِنْ أوَّلِ الصَيفْ إحسَاسٌ غَرِيبْ
ولاَ أدرِيْ كَيفَ يُجِيدُ مَنْ كَانَ غَرِيبْ فُنونَ التَعذِيبْ !
أو كَيفَ يَجعَلُ القَلبْ بَينَ لُجَّةِ الهُولوكوستْ يَنتَعِلُ الصُمودْ كَطِفلٍ زَلِيبْ ؟! 
أو كَيفَ يَجمَعُ عُنفُوانَ الشِتَاءِ وَحُزنَ الخَرِيفْ ؟!
بَلْ كَيفَ يُقِيمُ فِيْ زَاوِيَةِ القَلبِ قِبلَةً صَغِيرَة ولُفافَةً تَبَغٍ مَوضُونَةً بِمَاضٍ أثِيلْ ؟ !
أوْ كَيفَ لَهُ أنْ يرتَدِيْ الكَونَ بِذَرَّاتْ الهَواء ؟!
وَيُطِلُّ عَلينَا مِنْ أقصَى الأعماقِ عَارِياً  يَنضُو الفُؤادَ علىَ ضَرِيحْ الفنَاء
وَ تُمطِرُ الذَاكِرَةٌ مَلامِحَ مِنْ قَيظ الجَفَاء وتضَارِيسَ مِنْ أخطَاءِ اللِقَاء
وهُوَ لاَ يَزالُ عَطِيبَ الرَجَاءَ ، ضَنِينَ الرَّواء !


مِيلاَدٌ جَدِيدْ

  


فِي مُنتَصَفِ هَذِهِ اللّيلَة
سَأنسِفُ ذَآكِرَتِي وَسَأغتَسِلُ بِمَاء الزُهدِ
وسَأُقِيم عِيد الشُكرِ عَلى مآتسآقَطَ مِنْهَا
وسأُدثّرُها بينَ طيّآتِ رِسَآلة يَحمِلُهَا سَآعِي النسيَآنْ
مِنْ صندوقِ النَجآةِ صَبَآحَاً
سَأبْدَأُ دَربِيَ الجَديِد مُخفيَةً عَنهُ تَآرِيخَ مِيلاَدِيْ !

ومَا الحَنينُ إلاَّ عَثرَةً وَتبَابْ !






أبحَثُ عنْ مِظلَّةِ تَقِينِي حنِينِيَ العارِيْ
عَنْ ابتِسامَةٍ صَفراءَ أتذوّقُهَا
عَنْ بَحرٍ يَبتَلِعُ كُلَّ أحزانِيْ ويَهرُبُ بِها بَعيِداً
وَعنْ غَيمَةِ تلتَقِطُ كُلَّ أمُعِيْ وتَهمِيْ بِهَا علىَ أراضِيهِ
لَعلَّهُ يَستَفِيقْ مِنْ غيبوبَةِ الغيَابْ الطَوِيلَة
لَعلَّة يَشعُرُ بِحموضَةِ أدمُعِيْ المالِحَة !
لَعلَّهُ يُعِيدُ كُلَّ عُمُرِيْ الذِيْ وضَعَهُ فِيْ حقائِبِهِ ورَحلْ
رَحَلْ بَعدَ أنْ رأيتُ كُلَّ قبائِلِ العشِقْ تقفِزُ مِنْ شَفتيهِ فِيْ نارِ نمرُودَ
لتُصبِحَ دُخانٍ تَركُلُهُ الحيَاةُ بِقَدَمِها المُقوّسَة بِكُلِّ قَسوَة
رَحلْ بَعدَ أنْ تَكاثَرَ بِيْ كغابَةٍ استِوائِيَّة !
بَعدَ أنْ نَصَبَ خيامَهُ العبُوسَة علىَ أراضِيْ قلبِيْ
رَحَلْ وأوطانِيْ تَبكِيْ عليهِ اشتِياقاً
رَحلْ وقرَّر أنْ يَعيشَ بِلاَ وَطَنْ
أخذَ كُلَّ شَيءٍ ورَحلْ
لَكِنّهُ نَسِيَ انْ يأخُذَ مشجبِ آمالِنَا الذِيْ أقمناهُ سَوِيَّا
" يَا ليتَهُ ماتَ قبلَ رَحِيلِهِ وكاَن نَسياً مَنسيَّا " !!

أَوطَانٌ مَوبُوءَةٌ !






أمطَرَتْنِيْ غَيمَةُ الأقدَارِ يَوماً عَلَى أرضٍ قَاحِلَة
مِيلاَداً لِبُذُورِ حَظَّيَ المُصفَرَّة وإعْلاَماً بِوَطَنٍ جَديدْ يُنصَبُ علىَ خاصِرَةِ الحَيَاةْ
كَانتْ أرضَهُ قاحِلَة تُمشّطُ الشَمسُ حُقولَهَا المُصفرَّة
بأنامِلَ مِنْ لَهبْ حتَّى تَتَصدّعُ أنِينَاً
والَليلُ يُسدِلُ عليهَا سِتارَهُ المُظِلمْ لتنتَحِبَ ضَياعاً !
وبِالرُغمِ مِنْ ذَلِكَ كانتْ العصَافِيرُ تُجِيدُ الوُقوفَ علىَ الأغصَانْ
والسَنابِلَ تُجِيدُ الرَقصَ مَعَ تلوِيحَةِ الغُروبْ
والنُجُومْ تُجِيدُ التَبَعثُرَ كَعِقدٍ مِنَ اللؤلؤِ بِالرُغمِ مِن جُحودِ اللَيلْ
والبَسمَة لاَ زالتْ تَجِدُ لَهَا مُتّكَئاً علىَ الشِفاة
بِالرُغمِ مِنْ مُلوحَةِ الأيَّامْ إلاَّ أنَّ ذَاكَ الوَطَنُ علىَ قيدِ الحَيَاة
إلاَّ أنْ جَاءَ ذَلِكَ الغَرِيبُ بِحقائِبَ مُكتضَّةً بِالشِتَاءِ
لِيركُلَ ذَلِكَ الوَطَنُ بِعُكَّازِهِ المُقوّسْ
ويَرسُمُ بأصَابِعِهِ المُزرقَّةِ وَطَناً مَحجُوبَةٌ سَمَاؤهِ بِكنائِسَ مِنْ وَهمْ
ومآذِنَ تَنُوحُ بِسُقمْ !
أرضُهُ مُحدّبَةً لاَ تستَقِرُّ عليهَا صَوامِعُ الأمَلِ
صَلعَاءَ مِنْ مواسِمِ السَعادَة .. ترتَدِيْ أسبَالَ الوِحدَة
وتمُدُّ بُسُطَ المَجهُولْ
أرضٌ تُزيّنُ أحيَاءَها لافِتاتُ الغِيَابْ
ويَفوحُ مِنْ مداخِنِهَا أوارُ الذِكرياتْ
وَطَنٌ تنحّتْ مِنهُ الشَمسْ وطَغتْ عليهِ ذِكرَى الأمسْ !

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

يَقْظَة الكَرَى !


 



حِينَمَا أسمَعُ قَهقَهَة الرِيحِ بينَ الشَجرْ
يَتسَاقَطُ بِشدّةٍ فِيْ أعماقِيَ المَطَر !
وتجمَعُ سَعَادَتِيْ أكفَانَهَا اسِتعدَادَاً للِسَفرْ
وحِينمَا أرَى الغُروبْ يُصلَبُ علىَ جَبينِ السَمَاء
تَمحَلُ فِيْ قَلبِيْ عَنَاجِيدُ الأَمَلْ
وتَستَفِزُ جُروحِيْ كُلَّ قَوافِيْ السَهرْ
ويُقتَلُ فِيْ مُقلَتَيَّ القَمَرْ !
حَتَّى تَتَمدّدُ فِيهَا خُيوطَ المَصِيرْ
وتَتَعرَّى فِيهَا الحيَاةُ مِنْ مَجاسِدِ العَبِيرْ
ويتّسعُ أُفُقُ الذِكَرَى وتتَحردَقُ بِه حناجِرُ العَصَافِيرْ
وتَسقُطُ مِنْ قُبَّةِ السَمَاءِ المَقَادِيرْ
فَيُقبِلُ إليَّ اللَيلُ بَاكِيَاً فأحتَظِنُهُ وأنَا مَحزُونٌ كَسِيرْ !

صَبَاحٌ مَالِحْ





كُلَّ صَباح استَيقِظْ
واكبِتُ تَمزّقِيْ فَوقَ أهدَابِيْ
وأُكدَّسُ التُولِيبَ فِيْ مَكامِنْ أحداقِيْ
وفِيْ دَاخِليْ اخضِلالُ جُرحْ !
ونِصفُ اشتِياقْ ، ونَصِفُ احتِراقْ
وَزَلازِلَ بُعدٍ تَقصِفُ قَلبِيْ
وإزمِيلُ ذِكرَى يلوكُ صَباحَاتِيْ !

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

وَانْتَبَهْنَا بَعْدَمَا حَانَ الرَحِيلْ





( 1 )

تَنحَنِيْْ أحدَاقُ السَمَاءِ كُلَّ لَيلٍ وَلاَ زِلتُ أُحاوِلُ قِرَاءَةَ الإنحِنَاء
وأسكُبُ حُزنَاً أبيَضْ بِجَفنٍ كَظِيمْ
وأُرتَّلُ جُرحَاً أبيَضْ بِلِسَانٍ بَهِيمْ !
كَسَاعَةٍ رَتِيبَةٍ فِيْ الجِدَارْ
أجمَعُ تَفاصِيلَ النَهَارْ !
وابَعثِرُهَا فِيْ اللَيلْ كَأزهَارِ العَرَارْ
أُحَاوِلُ تَمزِيقَ بَشَاعَةِ الإحسَاسِ بِالفِرارْ
لَكِنَّيْ اتَسَاءَلُ حِينَهَا مَا مَعنَى الفِرار ؟!
وَأُعاوِدُ الضَيَاعَ كَذرَّاتِ الغُبَارْ

( 2 )

كَقَسوَةِ الأقدَارْ !
تُصَادَرُ الذَاكِرَةُ بِتُهمَةٍ الأمَلْ
وَيُصَادَرُ المَاضِيْ بِتُهمَةِ الكَللْ
وبِأصَابِعِنَا الثَلجِيَّة تُخرِسُ أفوَاهَ الجَرَائِدْ اليَومِيَّة
وبِأحدَاقِنَا الجَوفَاءَ تُلغَىَ حَيَاةَ المَجمُوعَةِ الشَمسيَّة !
وفِيْ أعمَاقِ الحَيَاةِ حَيَاةْ !!
يَقضِمُهَا الأطفَالِ فِيْ المُهُودْ ويَعرِفُهَا الراقِدِينَ فِيْ اللُحودْ !
رَسَتْ أبصَارَهُم إلىَ مَا فَوقَ القِمَمْ ، وَتَقلَّبَتْ ضَمَائِرُهُمْ مِنْ بَعدِ العَدَمْ

 

( 3 )

 
كَسَاعَةٍ رَتِيبَةٍ فِيْ الجِدَارْ
أجمَعُ ضَوءَ الشَمسِ فِيْ صَدرِيَ المَكسُوفِ وَأمضِيْ
كَالشَوكِ فِيْ البَرَارِيْ لاَ يَلبَثُ إلَّا غِراراً لِيُنبِتَ الأزهَارْ !
كالهَجِيرْ فِيْ الدُروبْ يُذِيبُ فِيْ وَحشِيَّة أحلاَمَ الصِغَارْ

وَتَجرِيْ الفُصُول !
ويَغفَى الوُجوُد بِجَفنِ الضَياعْ
وَتبكِيْ القَوافِيْ لِحَالِ النَهَارْ
ويَجرِفُ الدَمعُ بَقَايَا انتِصَارْ
 ويَبقَى الفِرار طَرِيقُ الوِجَارْ

 

( 4 )

ويَبقَىَ النَهَارْ كَحُلمٍ بَخِيلْ
وَتبقَى الحَيَاة كَدَربٍ ذَمِيلْ
 وانْتَبَهْنَا بَعدَمَا حَانَ الرَحِيلْ !
لَمْ أدرِ أنَّ العُمرَ يَمضِيْ كَالأصِيلْ
والليلَ يُغضِيْ ومَا كَانَ خَليلْ !
.
.

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

شِتَاء العُمر .





أيُّها الشِتَاءُ الأدْرَدْ :
مَا عَادَ قَلبِيْ صَالِحاً لِأشجَارِ الشِربِينْ وأعْيَادِ الحَنينْ !
لَملِمْ أصَابِعَكَ الكَزمَاءْ وأحدَاقِكَ الرَادِيكَالِيَّة !
وارْحَلْ إلىَ رُكنٍ قَصِيَّ تَسمَعُ مِنهُ خشخَشَة أورَاقِ الغُروبْ
فأغصَانُكَ الغانِيَة جَفَّتْ وانْدَحَرتْ مِنْ حرَّ القُلوبْ .