الثلاثاء، 9 يونيو 2015

بَينَ البَينِ مَاتتْ زَهرَتِيْ !





أصبَحتُ أستَحضِرُ مِنْ خَشخَشَةِ أورَاقِ المَغِيبِ 
قَلبًا تَراقِيّا يَقتَنِصُ رَائحَة الكَسَادْ 
ويَقرأ ملاَمِحَ الإفرنجِيينْ فِيْ شِفَاةٍ مَخمُورَة !
يَبتَلِعُ الرُمُوز لَعلَّها تَكُونُ إقرَارًا لِرُمُوزٍ أكثَرُ مَقتًا 
لَكِنّ الظِلّ يَستَطِيلْ ، وَتَبهتُ خُيوطُ الشَمسْ 
وَتَتكاثرُ علىَ قلبِيْ خُيوطُ صَفرَاءَ مَقدُونِيّة فاقِعٌ لَونُها
( تَسُرّ الشَامِتينْ )

.
.

حَتّى أضحَىَ القَلبُ ( بِينلُوبِيّا ) يَنقُضُ غَزَلهُ لِيُجِبدَ غَزلاً آخَرَ 
يَتَقَاسَمُ مَع ( هُم ) بَوَارَ الأوتَارْ لَعلَّهَا تَهُبُّ علىَ أجسَادِهِمْ رَائِحَة الرَصَاصْ !
وَتسرِيْ فِيْ مَسَامِهمِ حِكمَةَ سَامِريّ مُسِخَ لِينتَعِلَ التَبَابْ ! 

.
.

" .. فَبينَ البَينِ مَاتَتْ زَهرتِيْ وَعلَّمتنِيْ استِطَالَةُ الظِلالْ .. "

نُورُ العَدلْ




نَستَجدِيْ زَوَالَ الإرِتِيَابْ 
ولَيسَ ثَمّة زَوالٌ يُذكَرْ 
مَا دُمنَا " لنْ " نتَيقَّنُ مِنْ أثِيريّة نُورِ العَدْل 
ومَا دُمنَا نَخلُقُ لِأنفسِنَا ظِلالاً 
نَستحدِثُهَا مِنْ الأنَا ونُلقِيهَا جِزافًا وَدُونَ تنّوقٍ علىَ عَواهِنَ اعتِقَادِيَّة 
طُموحًا طَامِعًا يَحرِفُ القُطبيّة الوُجُودِيّة بِأكمَلِهَا لِتَسِيرَ فِيْ مَسَارِنَا 
وتُنيِرَ لنَا ( عَدلُ الأنَا ) . 


ونَظلُّ نَسَألُ لِمَ لاَ تَهمِيْ علَينَا سُحُبُ اليَقينْ !!!

واللهُ فِيْ أرجَاءِ قَلبِيَ يَسكُنُ





أُقَارِعُ الحُزنَ تَحتَ أجفَانِ السَمَا 
والله فِيْ أرجَاءُ قَلبِيْ يسكُنُ 
مُذْ وتّدتْ فِيّ الحُسُورُ ولَوعَتِيْ 
فِيْ كُلّ عِرقٍ تنُوخُ فِيهِ وَتَظعَنُ 
بِخُيوطِ دَمعِيْ قَدْ رَأيتُ مَثَالِبيْ 
كَذُبَالَةٍ تُطفِيْ السِرَاجَ فَيُركَنُ 
ولَبِثتُ أحَقَابًا تَطَاوَلَ عَهدُهَا 
والحُزنُ حُزنٌ لاَ يَشِيبُ فَيُصفَنُ 
لَمّا رَأيتُ بِأنّ قَلبِيْ مُبحِرٌ 
فِيْ لُجّةِ الحُزنِ لاَ يَكِنّ وَييمَنُ 
رَفعتُ إلَى رَبّ السَمَواتِ العُلَى 
حُجًا غُيّبَتْ عَنْ كُلّْ قَلبٍ يَضغَنُ

قِلاعُ السِندِبَادْ !




المَطَرُ ( مَاتْ ) !
ولَمْ تَعُدْ تَسمُوُ علىَ قَطقَطَتِه قِلاعُ السِندِبَاد ! 
ولَمْ يَعُدْ فِيْ المَجرَى عُشبٌ ، يَهوَى مُشَاكَسَة العِرَادْ 
الكُل مَاتْ ! 
وسَادَ فِيْ الأفُقِ الرَمَادْ 
وضَاقتِ بِالجَزَعِ البِلادْ 
وطُمِرَتْ قَنَادِيلُ البَسَالَةِ فِيْ عُيونِ السِندِبَادْ !

زُهرتِيْ






نَجمٌ أصَابَنِيْ بِالهِيَامْ ، أحكِيْ لَهُ سِرّ القِيَامْ 
أدنَى مِنْ ثُلّثَيْ اللَيلْ ونِصفَهُ الآخَرْ ( يُسَامْ ) 
نَادَيتُ بِالنَجمِ العَظِيمْ 
إرأفْ بِهَيمَانٍ سَقِيمْ 
أردَى بِهِ الحَظّ العَقِيْم 
مَنفَى يُوارِيهِ الظَلامْ

يَقِينْ !







وأَيقَنتُ أنَّ النَاسَ تَنَأى إِذَا انطَوى 
فِيْ لُجّةِ الصَدرِ حُزنٌ شَأنُهُ السَقَمُ.

مَهدُ الأديَانْ



وَليسَ كَنَجرَانٍ علىَ الحَقّ وَاصِبا
ولَيسَ كَمِثلِهَا وَردَةً لاَ تَذبِلُ 
إذَا أكرَتِ الهَيجَاءُ وَحلاً سَائِبَا 
مَا أسبَلتْ نَجرانُ إلاّ سَنَابِلُ

تَسَاؤلاَتْ بَترَاء !



مَنْ مَلأ حُنجُرتِيْ بِالدُموعْ ؟!
وَقلبِيْ بِالسَهدْ ؟ 
وَأصَابِعيْ بِالشِتَاء 
:: 
مَنْ هَزَمنِيْ هَزِيمَة ً مِثَاليّة ؟! 
وَعبَّ أحشَائِيْ بِالخَرِيفْ ؟!
وَقَذَفَ بِيْ فِيْ البَحرِ المَيّتِ لِألتَقِطَ المآسيْ بِمِرسَاتِيْ !

حِدَادْ !



ثَمّة الآلامْ 
تَطوِيْ الدُروبْ 
وتَخلِطُ القَادِمِينَ بِالرَاحِلينْ !

رَحِمْ الوَجَعْ




يُصبِحُ الوَجَعُ فِيْ مَدَى الأمَلِ طِيبًا .

وَ الأمَلْ مُسكِرٌ مَا تَغِبّ عَثَراتِه !! 



نُفُور !



أَنْ تَختَصِرَ العِتَابْ يَعنِيْ :
أنَّ القُلوبَ تَورّمَتْ بِالألَمْ 
وأنَّ العُيونَ عُلّقَتْ مَخذُولَة فِيْ الشَممْ 
وأنَّ الضَمِيرَ نَازِغٌ إعتَادَ علىَ الإثِمْ 
::
فَكيفَ لاَ نَختَصِرُ العِتَابَ وَنؤولُ للعَدَمْ ؟!

مَنْ كَانَ يُصَدَّقْ !




مَنْ كَانَ يُصَدّقْ 
أنَّ قِصَاعَ القَلبِ شَاغِرَةٌ فَاهَا عَلَى الدَوامْ وأنّ رائحَةَ الكَسَادِ لاَ يَشعُرُ بِهَا سِوَى الطُيور ! 
مَنْ كَانَ يُصدّقْ 
بِأنّ الشَوكَ يُنبِتُ زَهرًا وأنّ وَجَعَ النَوافِذِ لاَ يَقرؤه سِوَى الرِيحْ ! 
مَنْ كَانَ يُصدّقْ 
أنّ الذِيْ نَعرِفُه والذِيْ مَاتْ والذِيْ كَانَ صَديِقًا والذِيْ لاَ هَويّة لَهُ 
لَيسُوا سِوَى خُطوَةٍ خلفَ أقدَامِ الحَيَاة ! 
مَنْ كَانَ يُصَدّق 
أنَّ الصِدقَ مَشحُونٌ بِالظَنّ والظَنّ لاَ يُغنِيْ مِنَ الحَقّ شَيئًا 
والحَقْ شَمسٌ تُشرِقٌ فِيْ عَالَمٍ آخَرْ !

شَهقَة أخِيرَة !



قَبلَ أنْ تَفتَحَ النَوافِذْ 
لاَ تَسألْ الأطفَالْ عَنْ آخِرِ الكَلامْ 
لَرُبّمَا كَانَ أغنِيَة رَائِعَة لاَ تَعرِفُ الحِرمَانْ 
لَرُبّمَا كَانَ رِيشَة مَسنُونَة ً تَقصِمُ الأوثَانْ 
تُعيِدُكَ إلَى ذَلِكَ القَلبْ القَابِعِ فِيْ دَاخِلْ الكَلامْ 
والذِيْ لَمْ يَقرأ فِيْ القَامُوسْ كَيفَ تُشرّع النَوافِذ !!

نُزُوحٌ أخيرْ !



أسَبَطٌ نَحنُ أمْ قِنوانْ 
قَوافِلُنَا مُفَخَّخَة بِكُلّ مرَاسِمِ الأديَانْ 
هُنَا ثَمرٌ ، هُنَا زَهرٌ ، هُنَا مَطَرٌ بِغَيرِ أوَانْ 
يُذِيبُ مَلامِحَ الإيوَانْ 
لِتَكثُرَ فِيْ زَوايَاهُ كُلّ مَجَازِرِ الرُهبَانْ 
وتُوشَمَ فِيْ خَواصِرِهِ قُلوبٌ خَانتِ السَفّانْ 
فَأرجَاهَا الزَمَانُ إلىَ أسَاقِفَةٍ بِلاَ أركَانْ 
بِهَا صَحَرٌ ، بِهَا بَثَرٌ ، بِهَا خَدَرٌ حَتّى الآنْ 
يُربِيْ صَفقَة الطُوفَانْ ..!!!